يونيو 20, 2025

القيم والمصالح في السياسة الخارجية

{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":false,"containsFTESticker":false}

إعداد : محاور

في كتابه “القيم والمصالح في السياسة الخارجية: دراسة في دور القيم في تحقيق المصالح القومية”، يقدم الدكتور سعد فضالة حمزة نظرة متعمقة حول تأثير القيم، بما في ذلك القيم الأخلاقية والاجتماعية على صياغة السياسة الخارجية وكيف يمكن أن تسهم في تحقيق مصالح الدول القومية.
يطرح الكاتب رؤية شاملة تعالج التحدي الذي يواجهه صناع القرار عند محاولة التوفيق بين متطلبات المصالح القومية والقيم الإنسانية.

القيم كعنصر رئيسي في السياسة الخارجية

يشير الكاتب إلى أن القيم ليست فقط مفهوماً أخلاقياً، بل إنها تمثل عنصراً عملياً يمكن أن يوجّه السياسة الخارجية. القيم، كما يوضح الكتاب، يمكن أن تشمل القيم الشخصية لصانع القرار، مثل القيم الدينية والأخلاقية، والقيم المجتمعية التي تعكس تفضيلات المجتمع وأهدافه، إلى جانب قيم النظام السياسي. ويؤكد الكاتب أن هذه القيم تؤثر بشكل مباشر على قرارات السياسة الخارجية وتساعد في تشكيل الأهداف القومية.

المصالح القومية ومفهومها

يسلط الكتاب الضوء على مفهوم “المصلحة القومية” التي تُعتبر حجر الزاوية في السياسة الخارجية، حيث تشمل حماية الأمن الوطني، والاستقرار الاقتصادي، وتحقيق الرفاهية الاجتماعية. يعرض الكتاب معايير قياس هذه المصالح، مثل القوة العسكرية والتأثير الدبلوماسي، موضحاً كيف يمكن أن تتوافق هذه المصالح مع القيم القومية لتحقيق توازن أفضل في السياسة الخارجية.

السياسة الخارجية القيمية

يناقش الكتاب مفهوم “السياسة الخارجية القيمية” التي تعتمد على القيم كإطار توجيهي للسياسة الخارجية. يوضح الكاتب أن اتخاذ القرارات في هذا النوع من السياسة يتضمن تحديد المشكلة، تقييم البدائل، واختيار الحلول التي تتماشى مع القيم الجوهرية للدولة، وذلك بهدف تحقيق توازن بين المصالح القومية والمعايير الأخلاقية.

التوازن بين القيم والمصالح في السياسة الخارجية

الادوار والوظائف الاربعة للقيم في السياسة الخارجية
تمثل هذه الادوار جوهر الدراسة، وهي كالآتي:
١- الدور التبريري للقيم: بمعنى انها تبرر وتسوّغ بعض سلوكيات الخارجية للدول.
٢- الدور التحفيزي للقيم: إذ تحفز القيم صانع القرار على اتخاذ بعض القرارات في السياسة الخارجية.
٣- الدور المحدِّد والموجِّه للقيم: تعمل بوصفها محدداً وموجهاً لسلوكيات صانع القرار، فتضع بعض القيم محددات وقيود على صانع القرار فيمتنع عن اتخاذ قراراً ما.
٤- الدور التقييمي للقيم: بمعنى ان القيم تمثل معياراً للتقييم، بأن هذا السلوك الخارجي صحيح من الناحية القيمية والاخلاقية أم لا.

يختتم الكتاب بتقديم رؤية متوازنة حول أهمية دمج القيم مع المصالح القومية في السياسة الخارجية، مبينا أن القيم، إذا تم توظيفها بشكل مدروس، يمكن أن تعزز من صورة الدولة على المستوى الدولي وتضيف شرعية لسياساتها. ويوضح أن التكامل بين القيم والمصالح يمكن أن يساهم في بناء سياسة خارجية أكثر استدامة وتوافقاً مع المعايير الدولية.

التدخل العسكري في كوسوفو: دراسة حالة

يستعرض الكتاب تدخل حلف الناتو في كوسوفو عام 1999 كمثال على السياسة الخارجية التي توجهها القيم، حيث يُظهر الكاتب أن التدخل الإنساني في كوسوفو استند إلى قيم أخلاقية وإنسانية (بوصفها مسوغات قيمية مثل حماية حقوق الإنسان ومنع المجازر وغيرها) وان كانت هنالك مصالح قومية للدول المشاركة في هذا التدخل، ما يسلط الضوء على كيف يمكن للقيم أن تكون عاملاً مسوغًا و موجهاً ومحفزًا للتدخلات في الشؤون الدولية، رغم التحديات والتكاليف الاقتصادية والسياسية التي تواجهها الدول المتدخلة.

About The Author