دور الاقتصاد والايدلوجيا في استمرارية العدوان الاسرائيلي

إعداد :محاور

في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة واستمرار العدوان الوحشي على فلسـطين ولبنان، تبرز مجموعة من الأطراف المؤثرة التي تدعم استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على الجبهتين. تتنوع هذه الأطراف بين قوى سياسية يمينية متشددة، لوبيات إسرائيلية في الخارج، قوى دينية متطرفة، إلى جانب شركات الصناعات الدفاعية وأصوات إعلامية ذات تأثير واسع .

يسعى هذا التقرير إلى تحليل أهداف ودوافع كل جهة من هذه الجهات ودورها في تأجيج الصراع، فبينما تستند بعض الجهات إلى مبررات دينية وسياسية ترى في الحرب وسيلة لتحقيق أهداف قومية، تسعى أخرى لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال ازدهار الصناعات الدفاعية، إلى جانب ذلك، تقوم اللوبيات الإسرائيلية خارجياً بتعزيز الدعم الدولي لجهود إسرائيل، وتبرير العمليات عسكرياً وإعلامياً.

بهذا، يقدم التقرير صورة شاملة للأبعاد المعقدة التي تغذي الاستمرار في هذا الصراع، مسلطا الضوء على كيف أن هذه التوجهات تساهم في تشكيل السياسات الإسرائيلية تجاه غـ.. زة ولبنان وتدفع بتعزيز العمليات العسكرية كجزء من استراتيجية طويلة الأمد.

الأحزاب اليمينية المتشددة: رؤية توسعية لا تراجع فيها

حزب الصهيونية الدينية بقيادة #بتسلئيل_سموتريتش وحزب عوتسما يهوديت بقيادة إيتمار بن غفير يعتبران من أبرز الداعمين لاستمرار الحرب.

يرون في العمليات العسكرية ضرورة لتحقيق “السيطرة الكاملة على الأراضي التاريخية لليهود” في الضفة الغربية وقطاع غـ.. زة، بالإضافة إلى شمال إسرائيل المجاور للبنان. هذا التوجه ينبع من قناعة دينية بأن السيطرة الإسرائيلية على هذه الأراضي تُعتبر واجباً دينياً. كذلك، يرفض هؤلاء أي حلول سلمية أو تفاوض، معتبرين أن التفاوض يعزز موقف الفصائل مثل حماس وحز.. ب الله

اللوبيات الإسرائيلية في الولايات المتحدة: تعزيز الدعم الدول

أيباك (AIPAC) واللجنة الأمريكية اليهودية (AJC) تلعبان دوراً مكثفت في حشد الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حـ. ماس وحز.. ب الله، وتسعى هذه المنظمات إلى تعزيز الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، وتعتبر أن حرب إسرائيل ضد فلـ.. سطين ولبنان ضرورية لحماية أمنها.

يرى تيد دويتش، رئيس اللجنة الأمريكية اليهودية، أن استمرار العمليات يعزز التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة ويدعم إسرائيل ضد تهديدات المقاومة.

القوى الدينية المتشددة: الحرب كضرورة دينية

تلعب القوى الدينية المتشددة في إسرائيل دوراً بارزاً في دعم العمليات العسكرية ضد كل من حماس وحزب الله، حيث يروج حاخامات بارزون مثل الحاخام #دوف_ليئور لمفاهيم دينية تعتبر “الأرض المقدسة” واجباً على اليهود استعادتها والدفاع عنها بكل الوسائل.

يرى هؤلاء أن التنازل لصالح الفلسطينيين أو اللبنانيين هو انتهاك للعقيدة اليهودية، ويطالبون بإجراءات عسكرية صارمة للحفاظ على السيطرة، هذا المنظور يدعم فكرة أن القوة العسكرية هي السبيل الوحيد لضمان الاستقرار وردع الفصائل الفلسطينية واللبنانية.

الشركات المرتبطة بالصناعات العسكرية: حرب من أجل الربح

الصناعات الدفاعية والشركات العسكرية في إسرائيل من بين أبرز المستفيدين من استمرار العمليات العسكرية، حيث تُستخدم الحرب كوسيلة لتجربة الأسلحة والمعدات الدفاعية الجديدة وتسويقها في الأسواق الدولية. تقوم هذه الشركات بتوريد المعدات العسكرية التي تُستخدم في النزاعين، مما يعزز من مبيعاتها ويزيد من الطلب العالمي على منتجاتها. الدافع هنا اقتصادي بحت، إذ أن استمرار الحرب يضمن استمرارية الطلب ويحقق أرباحاً ضخمة

القوى الاستيطانية واليمينية المتطرفة: دعم العمليات في لبنان وغزة

ترى القوى الاستيطانية في الضفة الغربية وكذلك في الشمال، قرب الحدود مع لبنان، أن العمليات العسكرية ضد المقاومة في غزة ولبنان ضرورية لحماية مصالحها التوسعية،. حيث يدعو المستوطنون إلى تشديد الحملة العسكرية لتوفير الأمان لمستوطناتهم وتعزيز مشروعهم في الأراضي المحتلة، كما يعتبرون أن حرب إسرائيل على حزب الله ستمنع تهديداً مستقبلياً على مستوطناتهم في الشمال، مما يدعم استقرارهم في المنطقة

الشخصيات الإعلامية والقادة الرأي: تبرير الحملة العسكرية

يلعب الإعلام اليميني في إسرائيل دوراً بارزاً في دعم العمليات العسكرية وتبريرها أمام الجمهور المحلي والدولي، حيث تروج شخصيات إعلامية مؤثرة لفكرة أن التفاوض مع حماس أو حزب الله سيُعتبر ضعفاً في الموقف الإسرائيلي، بينما يعتبرون أن العمليات العسكرية ضرورية لفرض الردع ومنع تكرار أي هجمات محتملة من الشمال أو الجنوب. هذا التوجه الإعلامي يدعم استمرار العمليات ويغذي الرأي العام بمبررات استمرار الحرب.

إن الدعم لاستمرار الحرب في إسرائيل يأتي من مجموعة متنوعة من الجهات التي تتنوع دوافعها بين المصالح الدينية، القومية، والاقتصادية. سواء كانت أهداف هذه الأطراف تحقيق السيادة على الأراضي، أو دعم المصالح الاقتصادية، أو حماية حدود إسرائيل، فإن كل جهة ترى في الحرب مبرراً يخدم أهدافها ويعزز من رؤيتها الاستراتيجية طويلة الأمد.