تحذير علمي : الأرض تمر بأوقات حرجة

اعداد : محاور

أصدر فريق دولي من العلماء بقيادة البروفيسور #ويليام _ريبيل من جامعة ولاية #أوريغون تقرير حالة المناخ لعام 2024 الذي نُشر في مجلة BioScience#. يحذر التقرير من أن الأرض تمر بمرحلة حرجة غير مسبوقة من الأزمة المناخية، مع تسجيل مستويات قياسية لعدة مؤشرات حيوية تتعلق بالبيئة والمناخ ، ويهدف التقرير إلى تنبيه العالم إلى ضرورة التحرك السريع للحد من الانعكاسات الخطيرة للتغير المناخي التي تهدد مستقبل البشرية والنظم البيئية وأشار التقرير لجملة من المؤشرات الخطيرة التي تم رصدها خلال هذه الفترة

• يشير التقرير إلى تسجيل مستويات حرارة سطحية غير مسبوقة على كوكب الأرض، حيث تعدّ هذه الأرقام الأعلى منذ بداية تسجيل البيانات المناخية،و يُعد هذا الارتفاع أحد أهم العوامل التي تدفع التغيرات البيئية الأخرى.

• رصد العلماء ارتفاعاً في حرارة المحيطات وحموضتها، وهي تغييرات تؤثر بشكل مباشر على الحياة البحرية وتؤدي إلى تدهور الشعاب المرجانية وتغيرات في تكوين النظم البيئية البحرية. تُعتبر هذه الظواهر تهديداً كبيراً للتنوع البيولوجي وللأنظمة التي تعتمد على المحيطات.

• سجل التقرير أعلى مستويات لمتوسط ارتفاع سطح البحر العالمي، حيث يُعتبر هذا مؤشراً خطيراً لما قد يحدث من فيضانات وتهديد للمناطق الساحلية المأهولة بالسكان.

• زادت مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل الميثان وأكسيد النيتروز، إلى نسب غير مسبوقة، مما يفاقم من مشكلة الاحتباس الحراري. هذه الزيادة تساهم في تدهور النظم البيئية وتزيد من حدة التغير المناخي.

• تشهد كتل الجليد في كل من غرينلاند وأنتاركتيكا انخفاضاً واضحاً، وهو ما يؤدي إلى رفع مستويات البحار، ويؤثر سلباً على الحياة البرية ويزيد من التحديات البيئية.

تحدي الطاقة: الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة

رغم أن استهلاك الطاقة المتجددة ارتفع بنسبة 15% في عام 2023، إلا أن استهلاك الوقود الأحفوري ما زال يشكل جزءاً ضخماً من مصادر الطاقة المستخدمة عالمياً ، ويظهر التقرير أن استهلاك الفحم ارتفع بنسبة 1.6% والنفط بنسبة 2.5%، مما يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم في التحول نحو استخدام الطاقة النظيفة ، ويوضح التقرير أن استهلاك الوقود الأحفوري لا يزال يفوق استهلاك الطاقة المتجددة بحوالي 14 مرة، مما يوضح حجم الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

التغيرات في النظم البيئية

يشير التقرير إلى أن هذه التغيرات البيئية تؤثر بشكل كبير على النظم البيئية البرية والبحرية، حيث أن ارتفاع حموضة المحيطات وتغير درجة حرارتها يؤدي إلى موت الشعاب المرجانية وتدهور الحياة البحرية، كما أن ذوبان الجليد في المناطق القطبية يشكل تهديداً للحيوانات البرية التي تعتمد على البيئة الجليدية، مثل الدببة القطبية، ويؤدي إلى تآكل الموائل الطبيعية.

التوصيات الاستراتيجية لتخفيف التغير المناخي

يعرض التقرير مجموعة من السياسات التي ينصح بتطبيقها للحد من آثار التغير المناخي وتخفيف الأزمة:

1. تسعير الكربون

يوصي التقرير بتطبيق سياسات لتسعير الكربون، مثل فرض ضرائب على الانبعاثات الكربونية، كوسيلة لتشجيع التحول إلى الطاقة النظيفة.

2. تحسين كفاءة الطاقة

يشدد التقرير على أهمية الاستثمار في التقنيات التي تحسن كفاءة استهلاك الطاقة، وخاصة في قطاعات النقل والصناعة، للحد من استهلاك الوقود الأحفوري.

3. تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة

يوصي التقرير بضرورة فرض قوانين صارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصة في مجالات الزراعة والصناعة والنقل.

4. حماية النظم البيئية الطبيعية

يشدد التقرير على ضرورة حماية النظم البيئية مثل الغابات الاستوائية والأراضي الرطبة، التي تلعب دوراً هاماً في امتصاص الكربون وتخفيف التغير المناخي. هذه النظم البيئية تساعد على استقرار المناخ وتدعم التنوع البيولوجي.

5. التحول إلى اقتصادات مستدامة

يدعو التقرير إلى تبني توجهات الاقتصاد الأخضر، من خلال دعم الصناعات الصديقة للبيئة والزراعة المستدامة، لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.

أهمية التعليم وزيادة الوعي المناخي

يقترح التقرير دمج تعليم تغير المناخ في المناهج الدراسية العالمية كجزء من الجهود الرامية إلى رفع الوعي لدى الأجيال القادمة حول تأثيرات التغير المناخي وضرورة التحرك للحد من آثاره ، ويؤكد العلماء أن تعليم الطلاب والمجتمعات عن كيفية المشاركة في تخفيف آثار التغير المناخي أمر ضروري لتعزيز الجهود العالمية لمكافحة الأزمة البيئية.

الحاجة إلى التحرك الفوري

يختتم التقرير بتحذير من أن التغيرات المناخية تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل البشرية والنظم البيئية. ويؤكد العلماء أن التحرك السريع هو الحل الوحيد لضمان استمرار الحياة بشكل مستدام. مستقبل البشرية يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة من الحكومات والمجتمعات والشركات والأفراد، للتخفيف من الآثار البيئية وتجنب تفاقم الأزمة

التقرير من مصدره الأصلي

رابط