يونيو 20, 2025

هل تحتاج الولايات المتحدة إلى ‘نهاية محددة’ في سياستها تجاه الصين؟

تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بعنوان “هل تحتاج الولايات المتحدة إلى ‘نهاية محددة’ في سياستها تجاه الصين؟” يناقش قضية محورية في السياسة الخارجية الأمريكية، وهي كيفية التعامل مع صعود الصين باعتبارها منافساً رئيسياً دون السقوط في صراع غير محسوب العواقب أو مستمر بلا هدف نهائي واضح.

التقرير يسلط الضوء على التحديات التي تواجه صانعي القرار في واشنطن، حيث يتزايد التوتر بين القوتين على عدة جبهات: اقتصادية، تكنولوجية، وأمنية.

في السنوات الأخيرة، أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين محور اهتمام عالمي، حيث تتداخل المصالح الاقتصادية والأمنية بشكل معقد.، ويوضح التقرير أن الولايات المتحدة تجد نفسها في موقف دفاعي، تحاول من خلاله الحد من توسع الصين العالمي، ولكن دون وجود رؤية طويلة الأمد تتجاوز مجرد ردود الأفعال على التحديات التي تفرضها بكين. من هنا تبرز الحاجة إلى ما يسميه التقرير “نهاية محددة” أو “End State”، وهي رؤية واضحة تحدد ماذا تريد الولايات المتحدة أن تحققه من علاقتها مع الصين، وكيفية تحقيق ذلك دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة أو حرب باردة جديدة.

التقرير يركز على أهمية وجود استراتيجية مرنة ولكن محددة المعالم، الاستراتيجية المقترحة يجب أن تأخذ في الاعتبار المصالح الأمريكية الحيوية، بما في ذلك الحفاظ على التفوق التكنولوجي والاقتصادي، وضمان الأمن الإقليمي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتعاون في المجالات التي تهم العالم بأسره مثل تغير المناخ والأمن السيبراني، مع ذلك، يشير التقرير إلى أن السياسات الأمريكية يجب ألا تكون عدائية بشكل مفرط، بل يجب أن تسعى إلى خلق توازن بين المنافسة والتعاون، بحيث يمكن للبلدين التعايش في نظام عالمي مستقر.

المخاطر التي يتناولها التقرير تتعلق بغياب استراتيجية واضحة، حيث يمكن أن يؤدي التعامل غير المنهجي مع الصين إلى تصعيد مستمر وغير محكوم، كما أن عدم وضوح “نهاية محددة” قد يؤدي إلى إرهاق اقتصادي وسياسي للولايات المتحدة في محاولة كبح جماح الصين على جبهات متعددة دون خطة واضحة لما يجب تحقيقه في النهاية.

الاستنتاج الرئيسي للتقرير هو أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين تحتاج إلى إعادة صياغة، بحيث تعتمد على أهداف واضحة وقابلة للتحقيق، وتحافظ على مصالح الولايات المتحدة دون تصعيد غير ضروري، بدلاً من التركيز فقط على الحد من نفوذ الصين، يجب على الولايات المتحدة أن تضع نصب عينيها تحقيق استقرار إقليمي ودولي طويل الأمد، والعمل على بناء تحالفات قوية مع شركائها في المنطقة.

ملخص التقرير

يطرح التقرير تساؤلاً محوريًا حول ما إذا كانت السياسة الأمريكية الحالية تجاه الصين تحتاج إلى إعادة تقييم، بحيث يتم تحديد “نهاية محددة” أو هدف نهائي لهذه السياسات. يرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة يجب أن تسعى لتحقيق “نصر” في هذا التنافس الاستراتيجي مع الصين، بينما يدعو آخرون إلى إدارة المنافسة بطرق تمنع نشوب صراع وتعمل على تعزيز النظام العالمي المستند إلى القواعد الدولية.

الأفكار الرئيسية

1. إدارة المنافسة : يدعو التقرير إلى تبني استراتيجية تقوم على المنافسة المُدارة مع الصين، حيث يُفضل تجنب الصدام العسكري، مع الحفاظ على التفوق التكنولوجي والاقتصادي للولايات المتحدة.

2. التعاون مع الحلفاء : يُشير التقرير إلى أهمية العمل مع الحلفاء في أوروبا وآسيا لمواجهة التحديات التي تفرضها الصين، خاصة في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد.

3. التحديات الإقليمية: يلفت التقرير الانتباه إلى النزاعات الإقليمية، مثل قضية تايوان، حيث تزداد المخاوف بشأن رغبة الصين في استخدام القوة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

4. التعاون في القضايا العالمية :يعزز التقرير أهمية التعاون بين الولايات المتحدة والصين في القضايا التي تهم المجتمع الدولي، مثل مكافحة تغير المناخ وتعزيز الأمن السيبراني، بالرغم من التنافس الشديد في مجالات أخرى.

التقرير تم إعداده بمشاركة عدة خبراء في الشؤون الصينية والعلاقات الدولية، وهم:

– جود بلانشيت (Jude Blanchette): وهو رئيس كرسي Freeman في دراسات الصين في مركز CSIS

– ريتشارد فونتين (Richard Fontaine): الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأمريكي الجديد

– يون صن (Yun Sun)**: مديرة برنامج الصين في مركز Stimson

للاطلاع على التقرير الأصلي

رابط

About The Author