يونيو 20, 2025

الولايات المتحدة ودعم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي

إعداد : محاور 

نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) تحليلا بعنوان “الولايات المتحدة ودعم الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي”، أعده ماكس بيرغمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا بالمركز.

 يناقش بيرغمان التحولات المتوقعة في السياسة الأمريكية تجاه أوروبا بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، وكيف ستغير هذه التحولات العلاقة عبر الأطلسي ومسؤوليات أوروبا الأمنية. 

التحول نحو استقلال استراتيجي أوروبي

يتوقع بيرغمان أن تتبع إدارة ترامب سياسة تهدف إلى الانسحاب التدريجي من اوروبا ، مما يترك الأوروبيين لتحمل مسؤولياتهم الأمنية، ويرى أن هذا التوجه لا ينبغي أن يهدف فقط إلى تقليص الدور الأمريكي في أوروبا لمواجهة الخطر الصيني ، بل يجب أن يتم بطريقة تعزز من قوة واستقلال أوروبا. 

يوضح الكاتب أن هدف التحمل الاستراتيجي قابل للتحقيق دون حاجة إلى جهود دبلوماسية مكلفة، بل يتطلب تجنب سياسة “فرق تسد” التي اتبعتها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة ودعم جهود الدفاع الأوروبي المشترك

التغيرات التاريخية في السياسة الأمنية الأمريكية تجاه أوروبا

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اضطلعت الولايات المتحدة بدور الضامن الأمني لأوروبا، خاصة بعد تأسيس حلف الناتو عام 1949، ففي البداية، تولت الولايات المتحدة هذا الدور بتردد، لكنها استمرت فيه لمواجهة التهديد السوفيتي، وبعد نهاية الحرب الباردة، بقيت واشنطن مؤثرة في أوروبا، إذ كانت تقود الناتو وتعزز نفوذها داخل القارة، ومع ذلك، فإن الاعتماد الأوروبي على الحماية الأمريكية قلل من الحاجة الأوروبية لبناء قدرات دفاعية ذاتية قوية. 

عودة ترامب وتغير المسار

يتوقع الكاتب أن تكون ولاية ترامب الثانية مختلفة تماما عن الاولى، حيث سيتبنى سياسات تسعى إلى تقليص التزامات الولايات المتحدة الأمنية تجاه أوروبا، وعلى الرغم من القلق الأوروبي والامريكي بشأن التهديد الروسي، يرى الكاتب أن تركيز إدارة ترامب سيكون موجها أكثر نحو التحديات القادمة من الصين، وفي ظل هذا التحول، قد تتبنى الإدارة الأمريكية سياسات سحب القوات وتقليص الالتزامات، مما قد يؤدي إلى فراغ أمني يستدعي من أوروبا تعزيز قدراتها الدفاعية

خارطة طريق لبناء قدرات دفاعية أوروبية مستقلة

يقترح بيرغمان أن تعمل الولايات المتحدة على تشجيع أوروبا لإنشاء “ركيزة أوروبية” ضمن حلف الناتو، بحيث تتولى أوروبا مسؤوليات أكبر في الدفاع عن نفسها، ويوصي بتشكيل صندوق دفاعي مشترك لتمويل القدرات الدفاعية التي تعاني أوروبا من نقصها، مثل أنظمة الدفاع الصاروخي والقدرات الجوية

الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كفاعل جيوسياسي أساسي

يشدد بيرغمان على أهمية أن تتعامل إدارة ترامب مع الاتحاد الأوروبي كقوة جيوسياسية فاعلة يجب دعمها بدلًا من معارضتها. في الوقت الذي قد يميل فيه بعض المسؤولين الأمريكيين إلى تقليل أهمية الاتحاد الأوروبي، يرى التقرير أن الدعم الأمريكي للمبادرات الدفاعية الأوروبية سيعزز من قوة أوروبا ويجعلها شريكًا أكثر فعالية في التحالف عبر الأطلسي 

يختتم الكاتب تحليله بالتأكيد على أن الانتقال نحو استقلال أمني أوروبي يجب أن يتم بشكل مدروس، مما يسمح لأوروبا ببناء قدراتها الدفاعية الجماعية. هذا الانتقال المنظم من شأنه أن يحافظ على استقرار العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة، ويعزز من قدرة القارة الأوروبية على التعامل مع التحديات الجيوسياسية المتزايدة، وخاصة المنافسة مع الصين

About The Author