يونيو 20, 2025

سياسة أمريكا الجديدة ومخاطر ضعف التحالفات

مع تسلم دونالد ترامب السلطة في يناير 2025، بدأت تتضح ملامح رؤية جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، وفق ما جاء في تقرير جيمس إم. ليندساي المنشور في موقع مجلس العلاقات الخارجية (Council on Foreign Relations). الرئيس السابق أظهر خلال حملته الانتخابية توجهات تهدف إلى تغيير جذري في أسلوب إدارة العلاقات الدولية، مؤكدا عزمه على تطبيق سياسات تتجاوز الأساليب التقليدية. الفريق الجديد الذي شكله ترامب يتميز بالولاء الكامل لأجندته، وهو ما يختلف عن فريقه الأول في عام 2017 الذي شمل شخصيات حاولت الحد من توجهاته غير التقليدية.

التقرير يشير إلى أن ترامب يخطط لإعادة تفعيل سياسات الضغط القصوى على إيران، مما يفتح الباب لتصعيد محتمل في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، ركز ترامب على القضايا الاقتصادية، مثل إنشاء هيئة جديدة لتحصيل الرسوم الجمركية، مما يعكس أولوياته الاقتصادية على حساب بناء تحالفات سياسية ودبلوماسية. هذه الخطوة، إلى جانب توجهاته لتعزيز إنتاج النفط الأمريكي، قد تؤدي إلى اضطرابات في الأسواق العالمية، وفق ما جاء في تقرير ليندساي.

التقرير يوضح أن التحدي الأكبر الذي قد يواجهه ترامب هو الصين، التي تسعى إلى إعادة صياغة النظام العالمي بما يخدم مصالحها. نهج ترامب في التعامل مع هذا التحدي قد لا يكون فعالا، خاصة في ظل تفضيله لسياسة “أنا أولا” التي تهدد بتفكيك التحالفات التقليدية للولايات المتحدة. ليندساي يلفت الانتباه إلى أن مواجهة قوة كبرى مثل الصين تحتاج إلى تعاون قوي مع الحلفاء، وهو ما لا يبدو متوافقا مع رؤية ترامب التي ترى في الحلفاء عبئا بدلا من كونهم شريكا استراتيجيا.

على صعيد آخر، يسلط التقرير الضوء على بعض القرارات المثيرة للجدل، مثل خطط ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة، والتي قد تؤثر سلبا على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. كما يشير التقرير إلى تصريحات ترامب حول إمكانية استعادة السيطرة على قناة بنما بالقوة، وهو ما أثار قلقا واسعا في أمريكا اللاتينية وزاد من احتمالية تعزيز هذه الدول لعلاقاتها مع منافسين استراتيجيين للولايات المتحدة، مثل الصين وروسيا.

ليندساي يحذر من أن سياسة ترامب قد تؤدي إلى موجة من القومية المتزايدة عالميا، مما يعزز التفكك في النظام العالمي. في الوقت نفسه، يشير إلى أن هذه السياسات قد تحقق مكاسب قصيرة المدى للولايات المتحدة، لكنها تحمل مخاطر طويلة الأمد تتعلق بفقدان النفوذ الأمريكي العالمي.

من جانب آخر، يتناول التقرير بعض ردود الأفعال على تعيينات ترامب الجديدة، حيث انتقد أعضاء في الكونغرس ترشيحات لشخصيات مثل بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع وماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، وسط انقسام حزبي واضح. في حين ركز النقاش على غياب الكفاءة والخبرة مقارنة بالولاء المطلق لترامب.

About The Author