وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة، يقف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمام اختبارات سياسية وأمنية بالغة التعقيد تهدد استقرار بلاده. تقرير لمجلس الشرق الأوسط بقلم رانج علاء الدين سلط الضوء على الصعوبات التي تواجه الحكومة العراقية، حيث يجد العراق نفسه في موقع جيوسياسي حساس، محاصرا بين مصالح قوى إقليمية ودولية متنازعة، مما يضع السوداني أمام مهمة تحقيق توازن دقيق بين هذه المصالح والحفاظ على استقرار الداخل.
على الصعيد المحلي، نجح السوداني في تحقيق مكاسب ملموسة، أبرزها تعزيز العلاقات مع إقليم كردستان وتحقيق تقارب اقتصادي مع دول الخليج وتركيا. ومن بين أهم الإنجازات مشروع طريق التنمية، الذي يهدف إلى تحويل العراق إلى مركز اقتصادي استراتيجي يربط الخليج بتركيا وأوروبا. لكن هذه النجاحات تأتي في ظل تحديات أمنية مستمرة، حيث أظهرت تقارير دولية أن تنظيم داعش يسعى لإعادة بناء قدراته وزيادة عملياته في العراق وسوريا، مما يضاعف من الضغط على الحكومة العراقية لإبقاء الوضع الأمني تحت السيطرة.
العلاقة مع الولايات المتحدة تشكل حجر الزاوية في السياسة الخارجية العراقية، حيث تسعى حكومة السوداني للحفاظ على شراكتها مع واشنطن في مواجهة الإرهاب، مع معالجة المخاوف المحلية بشأن وجود القوات الأمريكية. اعتمدت بغداد نهجا وسطيا عبر ترتيبات غير ملزمة لتنظيم الوجود الأمريكي، بهدف تهدئة الأطراف المحلية دون فقدان الدعم الدولي.
التقرير يحذر من أن استمرار التصعيد الإقليمي قد يدفع العراق إلى مواجهات مباشرة تهدد اقتصاده وأمنه. العقوبات الأمريكية المحتملة على المؤسسات المالية العراقية بسبب علاقتها بإيران قد تضيف أعباء اقتصادية جسيمة على الحكومة، ما يعقد محاولات السوداني للحفاظ على الاستقرار المالي.
ويؤكد التقرير أن على العراق لعب دور الوسيط الإقليمي لتخفيف حدة النزاعات وضمان الاستقرار. كما يشدد على أهمية تعميق العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج وتركيا لتوفير بيئة أكثر استقرارا. السوداني أمام تحديات استثنائية تتطلب قرارات دقيقة ومتوازنة للحفاظ على مكانة العراق كفاعل إقليمي بعيدا عن الصراعات المباشرة، وضمان استمرار المشاريع التنموية واستقرار الداخل.
More Stories
سياسة أمريكا الجديدة ومخاطر ضعف التحالفات
روسيا وإيران وتحالف التوازنات الجديدة
العقبات الرئيسية في العلاقات العراقية الإيرانية: تحديات سياسية واقتصادية معقدة