يونيو 20, 2025

السعودية- اسرائيل والتنازل للضرورة الاستراتيجية

شهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل تحولا كبيرا في السنوات الأخيرة بعد سلسلة من التقاربات غير المسبوقة بين الطرفين تدعمها جهود دولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وفق مسار وصف بانه “ناعم” ، وبالرغم من عدم توقيع اتفاق رسمي حتى الآن، الا أن حجم التواصل بين الطرفين يعد طفرة في مسار هذه العلاقة والتي تمثل جزءا من التحولات الاستراتيجية في الشرق الأوسط .

التقارب السعودي-الإسرائيلي في 2023

خلال 2023، بدت العلاقات السعودية-الإسرائيلية على أعتاب تحقيق اختراق كبير ، وهو ما أكدته تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أن المملكة تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن بن سلمان شدد في مقابلات على أن معيار المقاربة هو القضية الفلسطينية بوصفها مسالة “مهمة للغاية”، مؤكدًا على ضرورة وضع حلول أساسية .

الوساطة الأمريكية

تلعب الولايات المتحدة دورا رئيسيا في دفع المحادثات نحو التطبيع ، حيث سعت إدارة بايدن لتكرار نجاح اتفاقيات “أبراهام” لعام 2020، التي شهدت توقيع #الإمارات و #البحرين اتفاقيات سلام مع إسرائيل ، فيما تهدف #واشنطن من خلال هذا المسار وحسب تصريحات رسمية إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة، خصوصاً #إيران.

استراتيجيا

يقدم #يوئيل_غوزانسكي، الباحث الإسرائيلي، وجهة نظر تدعو لاستغلال هذه الفرصة لتشكيل تحالف أمني إقليمي يواجه إيران، معتبرا أن الاستجابة للمطالب السعودية بشأن القضية الفلسطينية ستفتح الباب لتحقيق اتفاق تاريخي يغير توازن القوى في #الشرق_الأوسط.

أما #فالي_نصر، المفكر الإيراني، فيرى أن هذا التطبيع يمثل تهديدا استراتيجيا لإيران، حيث سيؤدي إلى عزل طهران بشكل أكبر وسيسهم بتشكيل تحالفات إقليمية جديدة بين إسرائيل ودول الخليج قد تزيد من الضغط على إيران على الصعيدين الدبلوماسي والأمني.

تأثير الأحداث الأخيرة

اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 وتطور الاوضاع بشكل كبير حتى سبتمبر 2024 جاء بمثابة عقبة كبيرة أمام مسار التطبيع، السعودية علّقت المحادثات بشأن التطبيع بعد تصاعد العنف في غزة وتزايد التوترات الإقليمية ، لكن وحسب #DW الألمانية فإن مسار التطبيع سيعاود نشاطه بمجرد انتهاء حرب #غزة .

آفاق المستقبل

من المتوقع أن تظل الجهود الأمريكية مستمرة لاستئناف المحادثات بعد انتهاء #الصراع في غزة أو في حال استمراره ، والذي قد يتطلب التوصل إلى اتفاق نهائي يقوم على تقديم تنازلات من كلا الجانبين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، واضافة ضمانات أمنية واقتصادية للسعودية التي تسعى إلى تحقيق توازن بين مصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك مواجهة التهديد الإيراني، والحفاظ على علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية .

About The Author