إعداد : فريق محاور
شهدت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تحولات جيوسياسية ، كان أحدها التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية في إطار “اتفاقيات إبراهام”، ومع ذلك، تبقى السعودية في موقف وسطي واضح التوجه غير معلن عنه، حيث لم تعلن عن تطبيع رسمي مع إسرائيل، لكن التقارب غير المعلن بين الجانبين يمكن ملاحظته من خلال بعض الخطوات الدبلوماسية والإعلامية
قناة العربية، كأحد أبرز وسائل الإعلام السعودية، تلعب دورًا محوريا في هذه المرحلة، وتُظهر تغطياتها تغيرا في اللهجة تجاه إسرائيل، ما أثار نقاشا حول تأثيرها على الرأي العام العربي وينسحب الموضوع على باقي وسائل الإعلام كما في الصور المرفقة بالتقرير المعد من قبل محاور للدراسات.
أشارت العديد من المصادر إلى أن قناة العربية بدأت تتبنى لهجة أكثر ميلا تجاه إسرائيل مقارنة بالخطاب الإعلامي العربي التقليدي، ووفقا لتقرير من The Times of Israel،وهو موقع إخباري إسرائيلي “إن هذا التحول نتيجة التوجهات السياسية السعودية الجديدة التي تسعى إلى تحقيق توازن بين المصالح الإقليمية والموقف التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية “
ورغم أن القناة لا تتجاهل الجانب الفلسطيني بالكامل، إلا أنها تُتهم بتقليل التركيز على المعاناة الفلسطينية نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة والوحشية حيث تجاوز عدد الشهداء في غزة 41,000 الف شخص منذ بداية الحرب إضافة لما يقارب 3000 آلاف شهيد في لبنان
وبحسب تقرير من Al-Monitor وهو موقع إخباري فإن التغيرات في الخطاب الإعلامي هو تعبير عن رغبات رسمية لتحضير الرأي العام العربي والسعودي بشكل خاص للمرحلة المقبلة الذي يظهر الحاجة لتحالفات إقليمية لمواجهة التهديد الإيراني كجزء من استراتيجيتها الأوسع لتطبيع العلاقات مع إسرائيل
معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، وهو مركز بحثي إسرائيلي ، أشار إلى أن التغطيات الإعلامية لقناة العربية جزء من استراتيجية أوسع تمهد لتطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل، وفقا لتحليل المركز، فإن السعودية ترى في إسرائيل شريكا استراتيجيا محتملا لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة حسب النظرة ادسعودية، وهو ما يفسر هذا التحول التدريجي في خطاب الإعلام السعودي تجاه إسرائيل
Watan Serb وهو موقع إخباري عربي ، نقل تصريحات #حسام_زملط ، السفير الفلسطيني في بريطانيا، الذي انتقد تغطيات قناة العربية بشدة، واصفا القناة بأنها تتبنى “مصطلحات مضللة” تخدم الرواية الإسرائيلية حول الصراع، وتُظهره كصراع متكافئ بين طرفين إضافة لتقليل التركيز على الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ، َما يعد تواطئا سعوديا واضحا ضد الشعب الفلسطيني .
واخيرا تُظهر التغطيات الإعلامية لقناة العربية تحولا ملحوظا نحو تأطير العلاقات السعودية الإسرائيلية بصورة أكثر تقاربا، وإن كان ذلك ضمنيا ورغم الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها القناة، يبقى الدور الذي تلعبه في تمهيد الطريق لتطبيع مشبه مؤكد وهو ما يفسر مصادرة الكثير من المواقف العادلة للقضية الفلسطينية.
.
More Stories
سياسة أمريكا الجديدة ومخاطر ضعف التحالفات
السوداني والتحديات المعقدة
روسيا وإيران وتحالف التوازنات الجديدة