دوافع شراء مصر للطائرات المقاتلة الصينية J-10C

إعداد : محاور

تأتي صفقة شراء مصر للطائرات المقاتلة الصينية Chengdu J-10C في سياق متغيرات استراتيجية على صعيد العلاقات العسكرية في الشرق الأوسط، مما يعكس تحولًا ملحوظا في السياسة الدفاعية لمصر ونهجها الاستراتيجي المتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، بينما تسعى القاهرة لتعزيز قوتها الجوية، يتضح أن الدافع وراء هذه الصفقة يتجاوز مجرد إضافة طائرة جديدة إلى ترسانتها، سنستعرض في هذا التقرير السياقات التاريخية والدوافع الرئيسية وراء هذا القرار والذي جاء ضمن تقرير موسع نشره مركز #تشاثام_هاوس للأبحاث

خلفية الصفقة

تمثل صفقة J-10C جزءا من تحول أوسع في الاستراتيجية العسكرية المصرية، حيث تسعى البلاد إلى الانتقال من تحديث القوات البرية إلى تعزيز القوة الجوية، ويُنظر إلى هذه الصفقة في سياق تاريخي بدأ في عام 2015 بعد أن أوقفت إدارة أوباما نقل الأسلحة إلى القاهرة، وهو ما أضفى طابعا من الإلحاح لدى القيادة المصرية على ضرورة تنويع مصادر التسليح.

دوافع الصفقة

1. حرمان تكنولوجي من الغرب

يُعد حرمان مصر من التكنولوجيا الغربية أحد الدوافع الرئيسية لاستراتيجيتها العسكرية، إذ تتعرض البلاد لرفض مستمر من جانب الولايات المتحدة والدول الغربية في ما يتعلق بتزويدها بأنظمة تسليح متقدمة، مما يدفعها إلى البحث عن بدائل، على سبيل المثال، تم رفض طلبات مصر لشراء صواريخ AIM-120 AMRAAM وصواريخ F-35، مما زاد من اعتمادها على الأسلحة الروسية والصينية.

2. تحديات أمنية إقليمية

حسب التقرير المنشور فإن مصر تواجه تهديدات أمنية متعددة من إثيوبيا وليبيا وتهديدات محتملة من إسرائيل وإيران، مما يدفعها لتطوير قدراتها الجوية لمواجهة هذه التحديات بفاعلية.

3. التنوع العسكري

حسب المصدر تعمل مصر على تحقيق تنوع في مصادر أسلحتها لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، وتعتبر صفقة J-10C جزءا من استراتيجية التنوع العسكري لمواجهة تهديدات الأمن القومي.

4. التحول نحو الصين

أشار التقرير إلى أن الصفقة مع الصين تعكس تحولا في العلاقات العسكرية مع الصين، إذ تسعى القاهرة إلى تعزيز شراكتها العسكرية مع بكين، ما يمثل تحولا كبيرا في السياسة العسكرية التقليدية.

التأثيرات المحتملة

– تعزيز القدرات العسكرية

من المتوقع أن تسهم الطائرات J-10C في تعزيز القدرة القتالية للقوات الجوية المصرية، إذ تتميز بتقنيات متقدمة مثل رادار AESA وصواريخ PL-15، مما يزيد من فعالية القوات الجوية في مواجهة التهديدات الإقليمية.

– زيادة النفوذ الصيني

قد يؤدي اعتماد مصر على الطائرات الصينية إلى تعزيز نفوذ بكين في سوق الأسلحة الإقليمي، ويشير البعض إلى أن هذه الخطوة قد تعزز من موقف الصين كبديل رئيسي للتسليح في المنطقة.

– ردود فعل الدول الغربية

قد تؤدي هذه الصفقة إلى مراجعة شاملة لسياسات مبيعات الأسلحة الغربية لمصر، من المرجح أن تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى فهم التأثيرات المحتملة لهذا التحول على الأمن الإقليمي.

يعتبر شراء مصر للطائرات المقاتلة الصينية J-10C خطوة استراتيجية في إطار سعيها لتعزيز قوتها العسكرية ومواجهة التحديات الإقليمية، هذه الصفقة ليست مجرد تعاقد عسكري، بل هي تعبير عن تغيير في العلاقات الدولية واستجابة لواقع أمني متغير، مما يوجب على مصر إدارة هذا التحول بعناية لضمان تحقيق أهدافها الأمنية دون التعرض لعقوبات أو ضغوط من القوى الغربية.