يونيو 20, 2025

أوروبا لا تستطيع أن تحمي نفسها من ترامب

BERLIN, GERMANY - NOVEMBER 04: German Chancellor Olaf Scholz and new NATO Secretary General Mark Rutte walk past military honours upon Rutte's arrival for talks at the Chancellery on November 04, 2024 in Berlin, Germany. This is Rutte's first official visit to Berlin as new NATO head. The two leaders are sure to discuss Russia's ongoing war in Ukraine. (Photo by Maja Hitij/Getty Images)

هانز كوندراني – مجلة Dissent Magazine

خلال العام الماضي، ومع تزايد إدراك الأوروبيين لاحتمالية إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تجمع محللو السياسة الخارجية الأوروبية حول رأي تقليدي مفاده أن على أوروبا أن تتحد وتحمي نفسها مما أطلق عليه “تأثير ترامب”. هذا الإجماع الجديد، الذي يكرر في جوهره الحجج حول “الاستقلال الاستراتيجي” الأوروبي التي ظهرت بعد انتخاب ترامب الأول، يمثل فشلًا جماعيًا استثنائيا. فقد أثبت خبراء السياسة الخارجية الأوروبية عدم قدرتهم على التفكير بوضوح حول التغيرات التي طرأت في أوروبا خلال السنوات الثماني الماضية أو حول العلاقة بين مخاوفهم الأمنية ومخاوف أوكرانيا.

– عام 2016، أثار انتخاب ترامب شكوكا جذرية حول ضمان الأمن الأمريكي لأوروبا الذي يعود إلى تأسيس حلف الناتو عام 1949. بينما رأى البعض أن على دول الناتو أن تحافظ على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي وشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية، دعا آخرون، لا سيما فرنسا، إلى إنهاء اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة في مجال الأمن.

– ردّ “ما بعد الأطلسيين” على احتمال فترة رئاسية ثانية لترامب بتكرار الحاجة إلى الاستقلال الاستراتيجي، ولكن التجربة أثبتت أن الأوروبيين لن يتحدوا في مواجهة إعادة انتخابه.

تعقيدات الاستقلال الاستراتيجي

– منذ المرة الأولى التي تولى فيها ترامب الرئاسة، تغيّرت الظروف بطرق تجعل فكرة الاستقلال الاستراتيجي أكثر إشكالية. 

– خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست) جعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي أن يحل محل الناتو كالمؤسسة الأمنية الأساسية لأوروبا.

– صعود اليمين المتطرف في أوروبا، ليس فقط في “أوروبا الجديدة” (دول وسط وشرق أوروبا)، ولكن أيضا في “أوروبا القديمة” مثل إيطاليا وهولندا، يزيد من صعوبة تحقيق الوحدة الأوروبية في هذا السياق.

– أخفق المحللون الأوروبيون في التمييز بين أمن دول الاتحاد الأوروبي/الناتو وأمن أوكرانيا، واعتبروا أن الاثنين مترابطان بشكل لا ينفصل. 

– منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، كان الافتراض السائد أن فوز فلاديمير بوتين في أوكرانيا سيشجعه على مهاجمة دول البلطيق أو بولندا. لكن الحرب أظهرت أن الجيش الروسي ليس في وضع يسمح له بغزو دول أخرى.

– لم يفكر الأوروبيون بشكل جاد حول كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال إدارة بايدن. وبدلا من ذلك، أغلقوا النقاش حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.

– الآن، وبعد إعادة انتخاب ترامب، تواجه أوروبا خيارات صعبة: إما مواصلة دعم أوكرانيا رغم خطر إثارة غضب إدارة ترامب وتعريض ضمان الأمن الأمريكي للخطر، أو التخلي عن أوكرانيا، وهو ما يتناقض مع ما زعموا أنهم لن يفعلوه أبدا.

يجد الأوروبيون أنفسهم في موقف مستحيل، ويبدو أن مصداقية خبراء السياسة الخارجية الأوروبية قد انهارت. لقد عجزوا عن تقديم رؤية واقعية للتحديات السياسية والأمنية الحالية، وانغمسوا في تكرار الشعارات حول وحدة أوروبا بدلاً من التعامل مع الحقائق المعقدة على الأرض.

*مجلة Dissent Magazine هي مجلة فكرية سياسية مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية . تأسست عام 1954 وتُعرف بمواقفها اليسارية والتحليلية في تناول القضايا السياسية والاجتماعية الدولية والمحلية.

About The Author