يونيو 20, 2025

تصعيد حلب وتداعياته على العراق والمنطقة

 

 تصاعدت الأحداث في مدينة حلب السورية بشكل كبير، حيث شنت جماعات مسلحة تضم جماعات إرهابية وأخرى معارضة، هجوما واسعا سيطرت من خلاله على مناطق استراتيجية في غرب المدينة تلاها اعلان في وقت مبكر من اليوم السبت (30 تشرين الثاني 2024)، أنها وصلت إلى قلعة حلب وسط المدينة الواقعة في شمال سوريا وإعلان حظر تجوال في خرق أمني خطير أثار قلقا إقليميا ودوليا، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

الهجوم المفاجئ أدى إلى سيطرة الجماعات المسلحة على أحياء مهمة مثل حلب الجديدة وصلاح الدين وجمعية الزهراء ثم وسط المدينة ، حيث أشارت التقارير إلى انسحاب القوات الحكومية السورية من هذه المناطق ، بينما كانت وسائل الإعلام السورية الرسمية تؤكد استمرار التعزيزات العسكرية للمدينة عبر طرق استراتيجية و تحت حماية الطيران الروسي.

في العراق، أثارت هذه التطورات حالة استنفار أمني، لتجنب انتقال التوترات إلى أراضيه عبر الحدود الطويلة مع سوريا، الأمر الذي دفع الحكومة  الحكومة العراقية للاعلان عن تشديد الرقابة على الحدود، ونصب جدران خرسانية إضافية تمتد لمئات الكيلومترات، بالإضافة إلى تكثيف استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة التحركات في المناطق الحدودية، قابلها تأكيدات رسمية للجاهزية الكاملة  للتعامل مع أي تهديد محتمل.

هذا التصعيد في حلب أعاد إلى الأذهان ما حدث عام 2014، عندما استغلت الجماعات الإرهابية الفوضى في سوريا لتوسيع نفوذها داخل العراق، مما أدى إلى سقوط الموصل وأزمات أمنية واسعة، اليوم ومع هذه التطورات  تخشى بغداد من تكرار السيناريو نفسه،  والذي قد تستخدم الجماعات المسلحة الحدود العراقية السورية كمنفذ جديد لزعزعة الاستقرار في العراق.

على الصعيد الإقليمي، جاءت ردود الفعل متباينة،  إيران اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بدعم الجماعات المسلحة، ووصفت الهجوم بأنه مخطط لإضعاف الحكومة السورية والمنطقة، في المقابل، نفت واشنطن أي علاقة لها بالأحداث معتبرة ما يحدث في سياق التطورات المفاجئة. 

روسيا من جانبها كان لها موقفا رافضا وداعما للحكومة السورية والذي دفعها  لتكثيف غاراتها الجوية لدعم الجيش السوري واستهداف خطوط إمداد الجماعات المسلحة، اما تركيا، فقد دعت إلى وقف الهجمات على إدلب، لكنها تواجه اتهامات بدعم هذه الجماعات المسلحة. 

من الناحية الإنسانية، أدى التصعيد إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص من مدينة حلب وريفها، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، ومع استمرار القتال، تبدو الأزمة مرشحة للتفاقم، مما يفرض تحديات إضافية على دول الجوار، خاصة العراق. 

الخسائر البشرية والإنسانية كانت كبيرة، حيث أفادت التقارير بمقتل 277 شخصا خلال الأيام الأولى من الهجوم، بينهم 28 مدنيا، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص.

 المعركة فتحت الباب أمام تصعيد إقليمي جديد، مع توتر العلاقات بين روسيا وتركيا، وتجدد النقاش حول مديات الطموح لدى هذه الجماعات 

هذا الهجوم يعكس تحولا استراتيجيا في موازين القوى داخل سوريا، فـ النظام السوري، الذي اعتمد بشكل كبير على روسيا وإيران وحزب الله، يجد نفسه اليوم أمام اختبار حقيقي لقوته، خاصة أن الجيش السوري يعاني من تراجع في الكفاءة القتالية نتيجة الانهاك الطويل والاعتماد على قيادات غير فعالة، وفقا لمحللين.

بينما يستمر القتال، يبقى المشهد السوري مفتوحا على كافة السيناريوهات. نجاح الجماعات الجزئي قد يفرض تحديات استراتيجية على روسيا، التي تواجه أزمة ثقة في قدرتها على دعم النظام السوري، في المقابل، فإن  فشل الهجوم قد يعيد تثبيت توازن القوى الحالي. 

المصدر :وكالات 

About The Author