يونيو 20, 2025

الولايات المتحدة ومحور أعدائها بين الأساطير والواقع

نشرت مؤسسة كارنيغي مقالا بعنوان “الولايات المتحدة ومحور أعدائها بين الأساطير والواقع” للكاتب  #يوجين_رومر  يناقش فيه العلاقات المتشابكة بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، والافتراضات حول تشكيلهم لما يُطلق عليه محور أعداء الولايات المتحدة، المقال يسلط الضوء على القواسم المشتركة بين هذه الدول، مع التركيز على المصالح الفردية لكل منها والتحديات التي تواجه فكرة اعتبارها محوراً متكاملاً.

يبدأ المقال بالإشارة إلى وصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى منطقة #كورسك للقتال إلى جانب الجيش الروسي، مما زاد من حدة النقاشات حول ظهور محور جديد من الدول المعادية للولايات المتحدة، بعض المسؤولين الأمريكيين وصفوا هذه الدول بأنها تمثل محوراً للشر في العصر الحديث، ويتم تناول التصنيفات التي تطلقها الجهات المختلفة على هذه الدول مثل محور الفوضى ونادي الكليبتوقراطية أو محور القوى الرجعية حسب المقال .

يشرح الكاتب أن عضوية هذا المحور غير ثابتة، حيث تشمل أحياناً دولاً مثل فنزويلا أو زيمبابوي، مبينا أن هذه الدول تتشابه في أنها أنظمة استبدادية وفاسدة، تسعى إلى زعزعة الاستقرار في مناطق مختلفة من العالم. كما أنها تشترك في شعور مشترك بالتهديد من الولايات المتحدة ومحاولاتها لدعم تغيير الأنظمة الحاكمة فيها، ومع ذلك، يطرح الكاتب تساؤلاً حول مدى انسجام هذه الدول بحيث يمكن تصنيفها كتحالف حقيقي.

يتطرق المقال إلى المحور الأصلي في الحرب العالمية الثانية، المتمثل في ألمانيا وإيطاليا واليابان، مشيراً إلى أن هذا التحالف كان أكثر هشاشة مما يُعتقد عادة،. حيث يوضح الكاتب أن العلاقات بين هذه الدول الثلاث كانت متقلبة وشهدت تغيرات عديدة في المصالح والتحالفات قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. هذا السياق التاريخي يُستخدم لتسليط الضوء على الفوارق بين المحور الأصلي والتحالف الحالي المفترض.

يستعرض المقال استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأربع على مدى العقود الماضية، مشيراً إلى أن طبيعة التوترات بينها وبين الولايات المتحدة ليست جديدة، بل تمتد لعقود طويلة، كما يشير إلى أن المصالح الإقليمية لهذه الدول تختلف بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، تهتم الصين بالمنطقة الآسيوية بينما تركز روسيا على أوروبا، مما يجعل تحالفها أكثر براغماتية وأقل تطابقاً.

يتناول الكاتب العلاقات الثنائية بين هذه الدول بشكل مفصل، فالشراكة بين روسيا والصين توصف بأنها شراكة ذات حدود، حيث تتجنب الصين الانخراط الكامل في الحرب الأوكرانية وتقدم دعماً محدوداً لروسيا، فيما تتلقى التكنولوجيا العسكرية من روسيا في المقابل. العلاقة بين روسيا وإيران مبنية على تبادل المصالح العسكرية مثل تزويد روسيا بالطائرات المسيرة الإيرانية مقابل التكنولوجيا الروسية، أما العلاقة بين روسيا وكوريا الشمالية فهي الأكثر وضوحاً من حيث التعاون العسكري المباشر.

يشير الكاتب إلى أن استخدام مصطلح محور لتوصيف هذه الدول قد يكون مضللاً، لأنه يفترض وجود تحالف موحد ومتناغم، وهو أمر غير واقعي بالنظر إلى الاختلافات الكبيرة في أولوياتها ومصالحها. يختتم المقال بالدعوة إلى تبني سياسات تفصل بين هذه الدول وتعالج كل حالة على حدة بدلاً من التعامل معها كتحالف موحد.

المقال يضع رؤية نقدية لفكرة المحور الجديد ويؤكد على ضرورة التمييز بين المصالح الفردية لكل دولة عند صياغة السياسات الأمريكية، مع التركيز على التحديات التي تفرضها هذه الدول بشكل منفصل.

About The Author