يونيو 20, 2025

زلزال الطوفان وآثاره  على المنطقة والعالم

أوضح خبير استراتيجي أميركي أن التغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط قد شهدت تحولات كبيرة نتيجة تداعيات “زلزال طوفان الأقصى”، وهو الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

رافاييل كوهين، مدير برنامج الإستراتيجية والعقيدة في مشروع القوة الجوية التابع لمؤسسة راند الأمريكية ، كتب في مقال بمجلة فورين بوليسي أن تأثيرات هذا الهجوم ما زالت تلقي بظلالها على المنطقة.

 في ديسمبر/كانون الأول 2023، أجرى كوهين مقابلة مع مسؤول استخباراتي إسرائيلي متقاعد، وصف فيها الأخير الهجوم بأنه كان “زلزالاً” بكل معنى الكلمة، مؤكداً أن الشرق الأوسط سيستمر في التعامل مع هزاته الارتدادية لفترة طويلة.

المسؤول الإسرائيلي أضاف أن آثار هذا الزلزال تتجاوز حدود الصراع الكلاسيكي بل ستسهم في إعادة تشكيل العلاقات والتحالفات والصراعات في المنطقة. 

رافاييل كوهين أشار إلى أن الوضع الحالي في اليمن يمثل إحدى هذه الهزات الارتدادية، الحوثيون كثفوا استهدافهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر ولإسرائيل عبر هجمات متكررة. ورغم الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الموانئ اليمنية والمنشآت الحيوية، يظهر الحوثيون إصراراً على مواصلة عملياتهم، مما يضع المنطقة أمام تصعيد متزايد. 

في الوقت ذاته، اعتبر الكاتب أن استمرار المواجهات في اليمن سيؤدي إلى آثار مضاعفة تمتد إلى جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، مستشهداً بتقديرات أممية لعام 2020 تشير إلى أن 70% من واردات اليمن و80% من المساعدات الإنسانية كانت تمر عبر الموانئ نفسها التي تتدفق من خلالها الأسلحة الإيرانية.

الهزة الثانية، وفقاً لما يراه كوهين، هي المواجهة العلنية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، التي تحولت من حرب تدور في الخفاء إلى مواجهة مفتوحة. الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة خلال العام الماضي ألحقت أضراراً  بالدفاعات الجوية الإيرانية حسب الكاتب ، قابلها هجوم إيراني متكرر داخل العمق الإسرائيلي 

تطرق التقرير أيضاً إلى سوريا، حيث شهدت البلاد سقوط نظام بشار الأسد، واشتداد المعارك بين الفصائل المدعومة من تركيا والأكراد في شمال البلاد. هذه التطورات، بحسب كوهين، لا تهدد فقط استقرار سوريا، بل قد تمتد لتؤثر على العراق المجاور، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن الإدارة الأميركية المقبلة ستواجه تحديات مشابهة لتلك التي واجهتها إدارتا بايدن وأوباما في الماضي. من بين أبرز هذه التحديات، كيفية تحقيق انسحاب آمن من الشرق الأوسط دون السماح بعودة  داعش أو ترك الحوثيين يهددون طرق الملاحة البحرية الحيوية. كما أن تجاهل الملف الإيراني يفتح الباب أمام امتلاك إيران لأسلحة نووية، مما سيزيد من احتمالية انتشار الأسلحة النووية في منطقة مضطربة.

في ختام مقاله، أكد الكاتب أن الهزات الناتجة عن “طوفان الأقصى” ستستمر في تشكيل المشهد الإقليمي خلال العام الجديد، بغض النظر عن قرارات الإدارة الأميركية القادمة، مشدداً على أن المنطقة بأكملها ستظل تتعامل مع تداعيات هذا الزلزال لفترة طويلة.

المصدر: فورين بوليسي

About The Author