يونيو 20, 2025

الصين تترقب ترامب – مواجهة محتملة واستعداد استراتيجي

 

ملخص :محاور 

اكدت السلطات الصينية رغبتها في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة عقب فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية، لكنها تستعد لاحتمال تصعيد السياسات الامريكية تجاهها، خصوصا فيما يتعلق بالملف التجاري والدعم الامريكي لتايوان. وفقا لتقرير صادر عن المعهد البولندي للشؤون الدولية (PISM)، فان بكين تدرس استخدام روابطها التجارية مع بعض المقربين من ترامب للتخفيف من حدة التوترات المتوقعة.

تهيمن المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية على العلاقات الامريكية الصينية، حيث اتبعت الصين سياسة اكثر صرامة تجاه اليابان، الفلبين، وتايوان، حلفاء واشنطن الاقليميين. في عام 2023، شهدت العلاقات تحسنا نسبيا شمل اعادة فتح قنوات الاتصال العسكري ومناقشة قيود التصدير على مواد صينية مثل مكونات الفنتانيل، الا ان تقارير امريكية تحدثت عن عمليات تأثير صينية على الانتخابات بهدف تعميق الانقسامات المجتمعية، ما زاد من تعقيد المشهد الدبلوماسي.

تتوقع بكين ان تكون الولاية الثانية لترامب اقل فوضوية من الاولى، لكنها لا تزال تتسم بعدم القدرة على التنبؤ. تصريحات ترامب السابقة حول فرض رسوم جمركية تصل الى 60 بالمئة على السلع الصينية، الى جانب تعيين شخصيات معروفة بتوجهاتها المتشددة ضد الصين مثل ماركو روبيو ومايكل والتز في مناصب رئيسية، يعزز هذه التوقعات.

لمواجهة التصعيد المحتمل، تعتمد الصين على استراتيجيات مرنة تشمل زيادة وارداتها من الولايات المتحدة كما حدث في اتفاقية 2020 التجارية، وتمديد الاعفاءات الجمركية لبعض المنتجات الامريكية حتى فبراير 2025، مع تخفيف الردود المباشرة على القيود الامريكية مثل حظر تصدير المعادن النادرة. تسعى بكين كذلك الى تعزيز صناعاتها الاستراتيجية مثل اشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، مع الابقاء على قنوات دبلوماسية مفتوحة حول بعض الملفات الشائكة مثل الفنتانيل.

على صعيد العلاقة مع تايوان، يتوقع ان تستمر ادارة ترامب في تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي للجزيرة، بما يشمل مبيعات الاسلحة واستمرار التعاون الامني، وهو ما سترد عليه الصين بتكثيف الانشطة العسكرية في مضيق تايوان وتوسيع المناورات العسكرية الى غرب المحيط الهادئ قرب اليابان والفلبين.

اوروبيا، تأمل الصين ان تؤدي السياسات التجارية التبادلية لترامب تجاه حلفاء واشنطن الى تعقيد التعاون عبر الاطلسي، مما قد يمنح روسيا مجالا اكبر للتأثير على الغرب. ومع ذلك، يدرك القادة الصينيون ان السياسات التجارية العدوانية للصين نفسها، خصوصا مع دعم روسيا في الحرب الاوكرانية، قد تدفع الاتحاد الاوروبي لمزيد من التقارب مع واشنطن في مواجهة بكين.

خلص التقرير الى ان بكين ترى في رئاسة ترامب الثانية تحديا يتطلب مزيجا من الحذر والانفتاح. اذ تستعد لمرحلة صعبة من العلاقات الثنائية لكنها تبقي الباب مفتوحا للمناورة السياسية والاقتصادية.

About The Author