إعداد : محاور
كتاب “A Hacker’s Mind” للمؤلف الشهير Bruce Schneider بروس شنير ، أستاذ السياسة العامة في جامعة هارفارد، يقدم طريقة جديدة لفهم “الاختراق” أو الهجمات خارج نطاق الحواسيب ليشمل النظم الاقتصادية، القانونية، والسياسية.
الكاتب يرى أن أي نظام يحتوي ثغرات يمكن استغلالها سواء كان هذا النظام سياسي، اجتماعي، اقتصادي أو في مختلف جوانب الحياة ، حيث يسعى أصحاب النفوذ لاستغلال هذه الثغرات لتحقيق مكاسب
يشرح الكتاب كيف تؤثر هذه “الاختراقات” سلبا على المجتمع بتسهيل التلاعب بالأنظمة بطرق تُهدد الاقتصاد والديمقراطية، ويطرح كذلك كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الحوكمة وسد هذه الثغرات.
يعتبر شنير أن أي شخص يستغل ثغرات نظام معين، يمكن اعتباره “هاكرا”. هذا التعريف يغيّر الفهم التقليدي للهاكر، ليتسع ليشمل التصرفات اليومية التي تستغل الثغرات من أجل تحقيق مكاسب معينة دون انتهاك القواعد مباشرة.
يرى الكاتب أن الأغنياء وأصحاب السلطة هم من يمتلكون الأدوات والموارد لاستغلال الثغرات المتاحة في الأنظمة، خاصة في القطاعات السياسية والاقتصادية وحتى القانونية ويستغل هؤلاء الأدوات واللوائح لتعزيز أرباحهم والسيطرة على الأحداث ، مما يزيد من التفاوت الاجتماعي ويقوض العدالة.
يركز الكتاب على أن هذا النوع من الاستغلال يهدد النسيج الاجتماعي، حيث يزيد من الفجوة بين الهاكر وغيرهَ، حيث يرى الكاتب أن الاعتماد المتزايد على “الاختراق” كأسلوب حياة للأقوياء يؤدي إلى فقدان الثقة في النظام ويعزز من عدم المساواة.
الكاتب يقترح عدة حلول للحد من هذا الموضوع بأن تكون القوانين شبيهة بالبرمجيات القابلة للتحديث لمواجهة التحديات المستمرة، وكذلك تعزيز الرقابة عبر أنظمة مستقلة تراقب وتحد من استغلال الثغرات، وتوعية المجتمع الذي بدوره يقوض هذه الاختراقات برقابته.
في الختام كتاب “عقل الهاكر”، يؤكد أن الاختراق جزء لا يتجزأ من الأنظمة البشرية لكن يجب أن لا يكون ثغرك لا يمكن معالجتها بالتالي هي دعوة للتفكير بعمق حول كيفية تعزيز الشفافية في الأنظمة، و التصدي لهذا التحدي يتطلب جهودًا جماعية وقوانين قابلة للتحديث لتعزيز الثقة والمساواة في المجتمع.
More Stories
سياسة أمريكا الجديدة ومخاطر ضعف التحالفات
السوداني والتحديات المعقدة
روسيا وإيران وتحالف التوازنات الجديدة