يونيو 20, 2025

الموت والهيمنة وآليات بناء الدولة

{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":false,"containsFTESticker":false}

إعداد : محاور

يتناول كتاب Death, Dominance, and State-Building ( الموت، الهيمنة، وبناء الدولة) للبروفيسور #روجر_بيترسن (أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT)  تحديات التدخل الأمريكي في العراق بعد عام 2003، مع التركيز على الصراعات الداخلية والديناميكيات الاجتماعية التي ساهمت في تشكيل الوضع السياسي الحالي في البلاد.

 يحاول بيترسن من خلال هذا العمل إعادة التفكير في مسار بناء الدولة العراقية والهيمنة التي فرضتها بعض القوى وتأثيرها السلبي على النظام السياسي. 

   يناقش الكتاب بعمق مسألة الهيمنة التي سعت إليها بعض القوى العراقية والتي تسببت في خلق بيئة متوترة مليئة بالتحديات لكل المحاولات الرامية لإرساء الاستقرار

حسب الكتاب كانت الفئات المتصارعة، سواء كانت طائفية أو عرقية، تسعى لتأمين مصالحها وفرض نفوذها و الهيمنة التي لم  تكن فقط من خلال السعي للسيطرة المسلحة، بل أيضا من خلال النفوذ السياسي والاجتماعي، مما جعل الجهود المبذولة لبناء دولة عراقية قوية أمرا بالغ الصعوبة.

  يتناول بيترسن السياسات التي اتبعتها الولايات المتحدة في محاولتها لإعادة بناء الدولة العراقية، مشيرا إلى أن هذه السياسات لم تكن دائما متسقة أو متناغمة مع الواقع العراقي المعقد،  ففي البداية، كانت السياسة تعتمد على تفكيك المؤسسات القائمة وبناء مؤسسات جديدة، إلا أن ضعف الفهم لديناميكيات السلطة في العراق أدى إلى تقويض هذه الجهود، الأمر الذي جعل السياسات الأمريكية تعاني من تغييرات متكررة في الاستراتيجية، مما خلق حالة من عدم الاستقرار وزاد من صعوبة بناء مؤسسات حقيقية وفاعلة.

    يشير الكتاب إلى أن التداخل بين بناء الدولة ومحاولة التعامل مع القوى المختلفة التي قامت بملىء الفراغ الأمني الذي نتج عن ضعف الدولة،  في الوقت نفسه كانت أحد أسباب استمرار حالة الفوضى، فقد أصبح من الصعب على السلطات المركزية فرض سيطرتها بسبب وجود جهات مسلحة قوية .

    يقدم بيترسن العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية، واحدة من أبرز هذه الدروس هي ضرورة فهم السياقات المحلية قبل التدخل لبناء دولة ما، فالتدخل الأمريكي رغم النوايا المعلنة لبناء دولة عراقية ديمقراطية، أدى إلى نتائج عكسية بسبب تجاهل التعقيدات المحلية والاعتماد على استراتيجيات عسكرية بحتة دون مراعاة التفاعلات الاجتماعية والسياسية. 

    يستعرض بيترسن كيف أن النظام السياسي الذي نشأ بعد 2003 كان عرضة للضغوط المستمرة من قوى ونخب محلية والتي كانت من المفترض أن تسهم في بناء الدولة لكن هي نفسها التي عملت على تقويض هذا البناء في الكثير من الحالات، وفي ضوء هذا التحليل، يجادل بيترسن بأن التدخل الخارجي لبناء الدول دون إشراك حقيقي ومستدام للأطراف المحلية ومعالجة جذور الصراع قد يكون محكوما بالفشل .

About The Author