هل يشهد الاقتصاد العالمي ولادة قوة جديدة تتحدى الدولار؟

إعداد : محاور

في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، تصاعدت طموحات مجموعة بريكس لإطلاق عملة موحدة قد تعيد تشكيل النظام المالي العالمي وتحد من هيمنة الدولار.

خلال قمة #كازان التي اختُتمت في 25 أكتوبر 2024، أعلنت دول #بريكس عن نموذج ورقي رمزي لهذه العملة الجديدة، مما أشعل مناقشات حول جدوى وفعالية العملة المقترحة وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي

دوافع بريكس

تسعى دول بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى تحقيق استقلالية مالية وتجنب الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تفرضها الولايات المتحدة عبر الدولار، وبالنظر إلى أن #الدولار يشكل وسيلة ضغط سياسية، خاصة مع فرض عقوبات اقتصادية على بعض الدول الأعضاء مثل روسيا، فإن تطوير عملة جديدة يمثل خياا استراتيجيا لتقليل هذه التحديات

عملة مدعومة بالذهب وتقنية البلوكشين

تأتي العملة المقترحة مدعومة بنسبة تصل إلى 40% من الذهب و60% من العملات المحلية للدول الأعضاء، مما يمنحها استقرارا ويجعلها خيارا جاذبا في المعاملات الدولية، كما تسعى دول بريكس إلى استخدام تقنيات البلوكشين لتعزيز نظام المدفوعات البينية عبر منصة “BRICS Bridge” التي تتيح المعاملات الرقمية وتقلل من الحاجة إلى النظام المالي الأمريكي القائم.

دور الهند في التوازنات

رغم الحماسة التي أبدتها معظم الدول الأعضاء، فإن الهند تحتفظ بموقف حذر نظرا لعلاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة، هذا يجعلها داعمة للمشروع ولكن من دون التورط في خطوات قد تضر بعلاقاتها الاستراتيجية مع الغرب، مما يضيف بعدا دبلوماسيا معقدا لمشروع العملة.

التحديات والتأثيرات المحتملة

بإطلاق هذه العملة مستقبلا ، قد يتأثر الطلب العالمي على الدولار، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، ويزيد من تكلفة السلع المستوردة، مما قد يؤثر على الاقتصاد الأمريكي مباشرةً.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام بريكس لتحقيق هذا الهدف، من بينها التفاوتات الاقتصادية والسياسية بين الدول الأعضاء والمخاوف حول تأمين البنية التحتية التقنية لدعم العملة الرقمية.

رغم أن إطلاق عملة بريكس الموحدة قد يكون خطوة طموحة، فإن الأمر يستلزم جهود كبيرة بين الدول الأعضاء وتجاوز التحديات اللوجستية والسياسية، وبينما تسعى بريكس إلى خلق توازن مالي جديد عالميا، يبقى السؤال: هل ستكون هذه العملة هي بداية النهاية لهيمنة الدولار، أم مجرد طموح يصطدم بعوائق الواقع؟